Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Marrakech

25 septembre 2008

تاريخ مدينة مراكش

يعود تاريخ مراكش إلى بداية قيام الدولة المرابطية حيث كانت بلاد المغرب الأقصى جنوبي وادي أم الربيع أراض واسعة دون تنظيم إداري أو مراكز حضارية ذات شأن، فيما عدا مجموعة واحات تافللت وأكبرها سجلماسة. وكانت تلك النواحي تعرف في جملتها ببلاد السوس. وكان أبو بكر ابن عمر قد تبين بعد أن دخل وادي تنسيفت واستقر فيه أن هذا الجزء الشمالي من أملاكه غير آمن أو محصن، وأنه يحتاج إلى قاعدة تكون حصنا للصنهاجيين الصحراويين الذين كانوا مهددين بالأخطار من الشمال من ناحية برغواطة، ومن الشرق من ناحية بني زيري أصحاب قلعة بني حماد. كما إن قبيلة مغراوة الزناتية كانت تبسط سلطانها على مدينة فاس وحوض نهر سبو.
وقد قضى المرابطون الأول على سلطان الزناتيين في سجلماسة، وتقدموا نحو بلاد مغراوة، وكان الصراع بين الجانبين قادما ولا ريب، ومن ثم كان لا بد لأولئك الصحراويين من قاعدة يرتكزون عليها. تلك كانت الأسباب التي حفزت أبا بكر ابن عمر على التفكير في إنشاء مراكش أو مروكش، ومعناها سور الحجر أو مدينة الحجر وهو القاعدة الحصينة، وقد اختار أبو بكر ابن عمر لمدينته أو قاعدته موقعا إلى جنوب السفوح الشمالية لجبال الأطلس وسط سهل يشقه المجرى الأعلى لنهر تنسيفت. وكانت الأرض منازل لقبيلتين من قبائل مصودة

التفاصيل

Publicité
25 septembre 2008

مراكش تعيش طفرة وتغير رهيب

تبدو المدينة، اليوم، كما لو أنها تخوض سباقا ضد نفسها، لذلك يتخوف الكثيرون من إمكانية أن تضيع المدينة تاريخها فيما تنشغل بتغيير معالم جغرافيتها.
يرى البعض أن المدينة تتوسع على نحو جيد، وبتخطيط يبدو مراعيا لكثير من الاستراتيجيات. آخرون يتبرمون من العمارات التي صارت تنبت في المساحات الفارغة بين الفيلات والدور العادية معرضة جمالية الأحياء والمدينة للتشويه والحياة الخاصة لسكان الفيلات لنظرات المتطفلين من ساكني العمارات، الذين صاروا يطلّون عليهم من فوق.
شارع محمد السادس، وحدائق البالموري، وبينهما «جليز»، تلخيص لما يهيئ لمراكش على مستوى استقطاب المشاريع السياحية والتخطيط لبناء عمراني باذخ. عمارات باذخة وبنايات أشبه بالقصور، ولغة المال والرفاهية ترتب للمكان. لن يكون للفقر مكان هنا. ومن يدري، فلربما تصلح «تامنصورت» ما أفسده الفقر! تامنصورت هي مدينة تبعد عن مراكش بحوالي 15 كلم، ويتوقع أن تضم 58 ألف مسكن.
يبدو مشروع تامنصورت كما لو أنه جاء ليخفف عن مراكش ضغطا في الطلب على السكن، بعد أن صارت المدينة تدغدغ خيال المغاربة والأجانب للاستقرار فيها.
والحقيقة أن مراكش صارت منذ سنوات قليلة مدينة جذب وإغراء، سواء بالنسبة للمغاربة أو الأجانب. الكل صار يقصدها. المغاربة يقصدونها هربا من ضجيج ورطوبة المدن الساحلية أو رغبة في الترويح عن النفس. الأجانب يقصدونها طمعا في الشمس وسحر المكان

التفاصيــل

25 septembre 2008

مراكش: مدينة التاريخ والحضارة

تحدد المصادر التاريخية بناء النواة الأولى لمراكش سنة 1070 م من قبل المرابطين ، وهم مجموعة قبائل أمازيغيةصورة قديمة لمدينة مراكش رحل أتت من الصحراء. وقد تطورت هذه المدينة تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين (1061 – 1107) إلى حد كبير من نتائج التوسع المرابطي في افريقية والأندلس لتصبح المركز السياسي والثقافي للغربي الإسلامي.
بعد استتباب الامر للموحدين عقب دخولهم المدينة سنة 1147م، اتخذوها عاصمة لحكمهم. وأنجزوا بها عدة معالم تاريخية لازالت تشكل مفخرة عصرهم كصومعة الكتبية بمسجديها،
 
الأسوار، الأبواب والحدائق إضافة إلى قنطرة على وادي تانسيفت ظلت تستعمل حتى عهد قريب.  عرفت مراكش تحت حكم الموحدين إشعاعا كبيرا جعل منها مركزا ثقافيا واقتصاديا وسياسيا لا نظير له في الغرب الإسلامي.
أمام ضعف الموحدين استولى المرينيون القادمون من الشرق سنة 1269م على المدينة غير أنهم اتخذوا فاس عاصمة لهم لقرب هذه الأخيرة من موطنهم الأصلي مما أدى إلى تراجع مدينة مراكش وتحولها لمركز ثانوي. في سنة 1551م استعادت المدينة مكانتها كعاصمة للسعديين ( 1589م –1659م). فعلى عهدهم تم تشييد بنايات ومنشآت جديدة

التفاصيــل

25 septembre 2008

كتاب وفنانون عالميون اختاروا مراكش للكتابة والاستقرار

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، سيخرج الى الوجود جيل من الكتاب يكره الحرب ويبحث عن السلام والحياة والسكينة بعيدا عن المجتمع الرأسمالي الأوربي والأمريكي.من بين هؤلاء الكتاب والفنانين منمراكش مدينة البهجة و السرور اختار طنجة كمدينة للإقامة لفترات متقطعة، ثم هناك من اختار الاستقرار بشكل نهائي.كانت طنجة المدينة التي ارتبطت بأسماء كتاب عالميين مشهورين مثل الشاعر جاك كيرواك والروائي الأمريكي ويليام بوروز صاحب >المأدبة العارية< وبول بولز وزوجته جين بولز التي انتحرت في مالقا بإسبانيا نهاية الأربعينيات فيما بقي هو في طنجة الى أن مات بعد عمر متقدم.وقعت في غرام المدينة الشاطئية أيضا أسماء أخرى منها تينسي ويليامز وجان جونيه الذي أوصى بأن يدفن في العرائش.الآن، لم تعد طنجة تلك المدينة التي تغري الفنانين والكتاب كما كانت في السابق، وأصبحت مراكش الأقرب الى أذواق ومشاعر الفنانين والكتاب العالميين الذين يزورونها ويكررون الزيارات قبل أن يقرر بعضهم الإقامة الدائمة بمدينة السبعة رجال.ومن الأسماء البارزة التي ارتبطت بمراكش رئيس الوزراء البريطاني تشرشل الذي زار أول مرة مراكش وقضى فيها أياما بعد نهاية مؤتمر الحلفاء بأنفا في يناير 1943.
أغرم بالمدينة فصار يزورها في فصل الشتاء، وكان يجلس على كرسي بجانب سور باب دكالة أمام حي الحارة ليرسم لوحاته الفنية والسيجار الضخم لا يفارقه

التفاصيل

25 septembre 2008

مراكش :المدينة القديمة تشعر بخطى التغيير

تتغير الحياة في مدينة مراكش المغربية التاريخية المسورة بسرعة .. وتتناقض قشرة من التأثير الغربي بصورة بالغة مع الطابع الاسلامي للمدينة.ويتسارع نبض الحركة في قلب العاصمة القديمة الذي لم يكن يتعد يوما حركة قوافل الابل تطوي الطرق في الصحراء قبل رحلة عبر رياض من رياضات مراكشجبال اطلس التي تكسو قممها الثلوج كي تصل الى المدينة ويعود ذلك في جانب منه الى مسعى المغرب لدعم السياحة.
مراكش القديمة
ويجري بناء فنادق أكثر فخامة باستثمارات اجنبية ويتدفق بضع ملايين من السياح الاجانب الى البلد الواقع في شمال افريقيا حيث لا يمر الزوار مرور الكرام على "لؤلؤة الجنوب" المدينة البربرية الاسطورية التي تعد المقصد الرئيسي للسياح.
ويقبل مئات الغربيين وأغلبهم من الاوروبيين على شراء منازل مميزة تعرف باسم (الرياض) وينفقون ببذخ على تجديد الرياض التي بها حدائق ذات عبق شرقي في باحات البيوت بالاحياء القديمة في مراكش والمدن التاريخية الاخرى مثل فاس ومكناس الى الشمال.
ويقول الدكتور بيتر داير الخبير البريطاني في حي القصبة وهي منطقة الحصون بالمدينة "قبل مئة عام مضت كانت هناك حفنة من الاجانب يعدون على اصابع اليد تعيش في البلدة القديمة بمراكش. لم يكن هذا منذ وقت طويل بلغة التاريخ." شارحا ان هذا كان محظورا تحت الانتداب الفرنسي قبل استقلال المغرب عام 1956.
ويضيف "الانتداب الفرنسي هو الذي فرض ارادته على السكان المحليين لفصل المدينة القديمة عن الحي الاداري الاستعماري

التفاصيل

Publicité
25 septembre 2008

لمادا تسمى مراكش مدينة سبعة رجال ؟

مراكش اسم مدينة يطلق على المغرب، ويسمى الكل باسم الجزء لتميز الجزء جمالاً ونضارة وبهاء، اشتهرت باسم الحمراء، لونها الورد، ورائحتها التاريخ والأصالة. سماها الناس مدينة سبعة رجال، رجال سبعة تحمل أسمائهم أحياء مراكش وحوماتها، كلهم فقهاء، علماء، أنقياء، أولياء، رجال صالحون. مراكش هي مدينة الأسطورة بامتياز، حيث يتحرك فيها التاريخ في الأسواق، ويمشي وسط الناس بمحاذاة الأسوار، والمساجد والحدائق. ورغم شساعة شهرة ساحة جامع الفنا، فإن المدينة مرتبطة في الأذهان بسبعة رجال، وكأنهم عيونها الساهرة، وحصنها الحصين الذي يحميها من عاديات الدهر ! «فمن هم هؤلاء ؟ وهل يوجدون في مكان واحد، أو في عدة أمكنة؟ إذ كثيرا ما يلتبس الأمر على الناس لوجود قبور سبعة في بعض أحياء مراكش، حيث سميت بدرب سبعة رجال . وماذا عن مستواهم العلمي ، وما قاموا به من أدوار على صعيد مجتمعهم وبلدتهم حتى استحقوا هذه العناية والاعتبار من بين هذا الزخم الكبير من أولياء مراكش»؟ الرجال السبعة هم على التوالي

التفاصيل

12 septembre 2008

محمد المديوري

كان محمد المديوري ظل الملك الراحل الحسن الثاني الذي لا يبارحه، وهو لازال من الشخصيات التي يلفها الغموض بعد أن اختار الصمت المطبق والاستقرار بعيدا عن المغرب، بالرغم من أنه يعتبر مهندس منظومة جهاز الأمن الخاص للملك بتوجيه وتدبير مباشرمحمد المديوري من طرف الفرنسيين. عرف محمد المديوري برهبة خاصة وهيبة مغايرة لتلك الهيبة التي كان يتميز بها رجال الأمن القريبين من الملك على وجه الخصوص في عهد الحسن الثاني، هذه هي الصورة التي ألصقت بشخص محمد المديوري في نظر الكثير من المغاربة، ولربما تكرست هذه الصورة بفعل نظرة الملك الحسن الثاني لحارسه الشخصي ولاقتران ظهوره باستمرار قريبا منه قرب حبل الوريد. هناك مفارقة تاريخية غريبة انتبه إليها الكثيرون، ففرنسا كانت في السابق ملاذا لمعارضي الحسن الثاني والنظام الملكي الفارين من أجهزته الأمنية والهاربين من الأحكام الصادرة بعد محاكمات صورية على امتداد سنوات الجمر والرصاص، لكنها في عهد محمد السادس أضحت وجهة رجالات العهد القديم، وأبرزهم حاليا محمد المديوري، الحارس الخاص للملك الحسن الثاني، وإدريس البصري وزير الداخلية المخلوع، وكلاهما يقيمان حاليا بباريس، واجهة الحرية في العالم منذ القدم. هل عزل محمد المديوري كان مرتبطا بالتخلص من رجالات العهد السابق أم أن هناك أسبابا أخرى كانت وراء تعجيل بتنحيته بصمت؟ وهل مغادرته للمغرب بعد عزله، وتفضيله الاستقرار بالديار الفرنسية جاء نتيجة صفقة سرية أبرمت مع القصر لضمان صمته فيما يخص أسرار، وهو من أكثر المطلعين عليها؟ لكن لماذا لف صمت كثيف هذه الشخصية المهمة من رجالات الحسن الثاني، كما لف الثروة "الطيطانيكية" التي راكمها حتى أضحى واحدا من أغنى أغنياء المغرب؟ إنها أسئلة شغلت ولازالت تشغل بال الكثيرين من المغاربة، لاسيما وأن الشكوك ما تزال تحوم حول المقابل الذي استفاد محمد المديوري كضمان لسكوته والابتعاد كليا عن الأنظار مع استمرار العلاقات في الكواليس بينه وبين ا لقصر الملكي

التفاصيل

4 septembre 2008

مدرسة بن يوسف

مدرسة بن يوسف .. بناها السعديون قبل 5 قرون وضمت 132 غرفة لسكن الطلبة

مدرسة بن يوسف بمراكش، وهي من بين المعالم الأثرية بالمدينة الحمراء، التي يحرص السياح على زيارتها، خصوصاً أنه يوجد بالقرب منها متحف مراكش والقبة المراكشية.

وتنطلق الطريق بالزائر إلى مدرسة بن يوسف، بدءا من ساحة جامع الفنا، عبر سوق السمارين، حيث يترك على يساره القبة المرابطية MoroccoFesMedrassa_BenYoussefوعلى يمينه متحف مراكش، قبل أن يجد نفسه واقفاً أمام باب البناية العتيقة.

ويعود تاريخ بناء مدرسة بن يوسف إلى الفترة الممتدة ما بين سنتي 1564 و1565، على عهد السلطان السعدي عبد الله الغالب. وأرجع بعض المؤرخين بناء هذه المعلمة إلى المرينيين، لكن المؤكد، في الوقت الراهن، هو عودتها إلى حكم السعديين، خاصة بعد اكتشاف ست نقائش تدعم هذا الطرح، أهمها توجد في أعلى مدخل المعلمة، نقرأ فيها «أقامني للعلوم والصلاة أمير المؤمنين وسبط خاتم الرسل أسمى الخلائق عبد الله فادع له يا داخلي ببلوغ منتهى الأمل»، ولا تخلو جدران المدرسة من كتابات قرآنية وشعرية تجعل متعة الزيارة تجمع بين سحر المكان ومعاني الكلام، من قبيل «متع جفونك في الحسن البديع ترى سراً عجباً».

وشكلت المدرسة، ذات الشكل المربع والتي تصل مساحتها إلى حوالي 1680 متراً مربعاً، على امتداد أربعة قرون، معقلا للعلماء ومقصداً للطلبة المتعطشين للعلم والمعرفة في مختلف العلوم خاصة منها الدينية والفقهية، قبل أن تتحول إلى مزار سياحي يحرص زوار مراكش على الاستمتاع بها تحفة أثرية وعلامة ازدهار حضاري مغربي سابق.

ولم تكن الدروس تلقى بالمدرسة نفسها، ولكن بداخل مسجد بن يوسف المجاور، حيث كانت عبارة عن «حي جامعي»daily2_450578، بالمفهوم المتعارف عليه، اليوم، لسكن الطلبة، حيث كان يعيش الطلبة ويراجعون دروسهم، في حين كانت قاعة الصلاة تُستعمل لأداء الواجب الديني.

وقبل الولوج إلى داخل بناية المدرسة، تسترعي انتباه الزائر قبة من المقرنس بالجبس تحمل نقوشاً بالألوان، أما باب المعلمة فمغطى بالبرونز المنقوش. ويتم الولوج إلى المدرسة عبر ممر مغطى بسقف يضيء المكان من خلال مجموعة من الفتحات، قبل أن يفضي إلى دهليز يؤدي إلى مختلف أنحاء البناية.

وفي الجهة الوسطى من الواجهة الشمالية يوجد بيت الصلاة، المكوَّنُ من ثلاث بلاطات عرضية يفصلها صفان من الأعمدة الرخامية، وهي بلاطات جانبية تتوفر على خزانات خشبية كانت تستعمل، في السابق، كمكتبة خاصة بنزلاء المدرسة. ويكشف المحراب عن زخارف بديعة، ومواد متنوعة، تعبر عن غنى هذه المعلمة، مثل الرخام والخشب والجبس بأشكال مختلفة الألوان. ويشكل المحراب المزود بشرفات خماسية الأضلاع قوساً تاماً مدعماً بأربعة أعمدة صغيرة من الرخام تُغطيه قبَّة صغيرة من المقرنس بالجبس.

وتوجد قاعة الوضوء في أول الممر الغربي، وهي تحتوي على حوض مربع الشكل يستعمل للوضوء، تغطيه قبة جبسية مُقرنسة، فيما الكل مدعم بأربعة أعمدة رخامية.

وفي الطابق العلوي، وعبر درج تقليدي يناسب المكان، توجد باقي حجرات الطلبة، ومن بين خصوصيات المدرسة وجود ممرين يحيطان بالساحة المركزية ويؤديان إلى سبعة صحون صغيرة توجد بها حجرات الطابق السفلي، ويعيد الطابق العلوي تصميم الطابق السفلي، ويبلغ مجموع الغرف المخصصة للطلبة 132 غرفة.

ويمكن القول إن تنوع مواد البناء والزخارف يجعل مدرسة بن يوسف تُحفة فنية من المعمار الأصيل وسجلا يؤرخ للفن المغربي في عهد السعديين، فخشب الأرز الذي تم جلبه من منطقة الأطلس يوجد في كل أنحاء المعلمة، في القبب الفخمة للدهليز وقاعة الصلاة، وسقوف الممرات، والإفريزات. أما الرخام الايطالي فقد استعمل كثيراً في هذه المدرسة، إذ نجد عمودين منقوشين في جوانب باب قاعة الصلاة، بالإضافة إلى أربعة أعمدة أخرى في نفس القياس وذلك في المحراب وقاعة الوضوء. أما الجبس فيبدو أنه الأكثر استعمالا في تزيين المدرسة، كما تدل على ذلك اللوحات الكبيرة من الجبس المنقوش، والتي تغطي واجهات الفناء وقاعة الصلاة.

ومما يزيد من جمالية هذه المعلمة استعمال الزليج بألوانه المتنوعة وأشكاله الهندسية وتقنياته المختلفة، إذ يغطي أسفل الجدران وكذا الأعمدة، أما الأرضية فمرصعة بالرخام الإيطالي، خاصة الصحن، كما يغطي أرضية قاعة الصلاة والغرف، كما نجد قطع الزليج الصغيرة، في الممرات والأدراج والصحون الصغيرة.

4 septembre 2008

مراكش واحة وسط الصحراء

بمراكش كيلومترات من الأسواق وكيلومترات متشابكة ومتشعبة من الروائح والألوان

مراكش مدينة بربرية· طابعها وجوها يشيان أنها كانت في الأصل مخيم رحَّل، مركزا تجاريا، معرضا دائما للرجال الوافدين من الأطلس ومن الصحراء··· ورغم موقعها في سهول عطرة، فهي تنتمي للأطلس الذي تحضر قممه ذات البياض الشبحي في كل مكان، فوق أسوارها الحمراء وحدائق نخيلها· وهي تنتمي للصحراء التي يتواجد رُسلها (جمال، رجال زرق، طوارق ورحل آخرون يكسوهم الغبار) حيثما رحلت وارتحلت بالمدينة، ويشعرون أنهم في عقر دارهم بأسواقها· مراكش ـ باختصار ـ واحة أكثر مما هي مدينة، ورغم أنها mellah2007101034229لاتقع داخل الصحراء، فهي تنتمي إليها···
بزغت الأسوار الحمراء لمراكش، وسط حدائق النخيل، أول مرة، في عام 1062، محيطة بمخيم رحل لحصن· لقد شيدها يوسف بن تاشفين، الذي وفدت قبيلته، على صهوة الجياد والجمال، من جنوب الصحراء، وأطلقت على نفسها اسم المرابطين (المحاربون المدافعون عن الإيمان)··· كان يوسف بن تاشفين رجلا تقيا ومحاربا، عاش حتى بلغ سن السادسة وتسعين وانتهى به الأمر إلى السيطرة على المغرب برمته· قاد عدة حملات في اسبانيا، هزم جيش ألفونس السادس في باداخوز، ثم خلع مختلف الأمراء العرب المنحطين· فتح غرناطة رفرفت رايته على مجموع مناطق اسبانيا المسلمة· في ظل حكم المرابطين، الذي أسسه يوسف بن تاشفين، وصلت الامبراطورية البربرية أوجها الأول، إذ، وخلال مرحلة زمنية لاتتجاوز عمر جيل واحد، تحولت جدران الوحل الجاف المحيطة بمخيم الرحل القديم إلى أسوار لعاصمة الامبراطورية· أطلق يوسف بن تاشفين على نفسه لقب أمير المسلمين، وهو لقب جد قريب من ذلك الذي يحمله الخليفة أمير المؤمنين· هكذا أضحت مراكش بغداد الغرب، لتضاهي مدينة هارون الرشيد بهاء وارتشاء·لكن، وبينما تبدد مجد بغداد بسبب المغول والأتراك والمهندسين المعماريين الطلائعيين، ظلت أسوار مراكش تحتضن الحلم بالعودة إلى الماضي، حلم يهيمن على الواحد منا وهو يحتسي كأس شاي منعنع···
إذا كنت أبدو كمن يكرر نفسه بالحديث مرارا عن هذا اللون الأحمر، فالسبب يكمن في استحالة أي بديل آخر· إنه أولى إحساس يغمرنا حين تدنو الطائرة من المدينة، وهو إحساس لايتبخر بعد مغادرتها، مولدا رغبة نوستالجية في العودة، تمتد المدينة في قلب سهل خصب يسمى بلاد الحمرا، تؤثثه حدائق النخيل والزيتون، وبساتين البرتقال وكل أنواع أشجار الفواكه، إلى حدود أولى خاصرة للأطلس الذي لايبعد سوى بحوالي عشرين كيلومترا· تكسو السهل شبكة من قنوات السقي، تحاذي أسيجة من الصبار أو الأوكالبتوس، مشكلة ما يشبه تخريما سائلا· وسط هذا الفردوس الافريقي، تنتصب الأسوار السميكة بفظاظة نحو السماء، مسيجة المدينة خلف خط مُتعرج يبدو مثل رسم مقرَّن تم إنجازه بعفوية· يتجاوز طول الأسوار5681456_p خمسة عشرة كيلومترا، تخترقها عشر أبواب ذات تقوسات خلابة ونقوش باذخة··· لقد انهارت بعض جنبات الأسوار، بينما تم إغلاق الثغرات هنا وهناك أو إعادة البناء· عدة مرات، لكن هذا لايكتسي أدنى أهمية، بسبب الحفاظ على الخط المنكسر للرسم الرائع الذي وضعه أعضاء قبيلة ابن تاشفين حول معسكرهم، كما ظل لونه هو نفسه، رغم أن الألوان لاتبقى أبدا على حالها· اللون هذا يتغير بين ساعة وأخرى· لينتقل من الوردي إلى البرتغالي، إلى القرمزي ثم الأصفر، حسب الجو وساعات اليوم· ولا يولد هذا الوضع إحساسا عاما باستمرارية في زحم زمن ساكن، بل شعورا بغياب الزمن وبالتلف البطيء· تتهاوى الأسوار مثل أشجار تتساقط أوراقها·
تبدو الأحياء العصرية، التي شيدت إبان فترة الحماية، متجانسة بشكل مثير مع صبغة بقية المعمار، والأمر يشبه المعجزة، بالنسبة لمن شهد التخريب الذي طال المدن العتيقة عبر العالم· ربما انشده المعماريون الفرنسيون بغواية المكان، ولذا وظفوا نفس المواد الحمراء لبناء مقرات المؤسسات العمومية، التخطيطات المستطيلة، المكعبات الجميلة، الأقواس العربية، الأعمدة النحيفة والبريجات التي نصادفها في مساجد المدينة العتيقة أو في قصبات الأطلس· فيلات الضواحي نفسها تعكس ذات الإحساس العام بالانسجام· ثمة شوارع فسيحة على امتداد خط مستقيم، يُزين جنباتها النخيل، ومنها شارع محمد الخامس (جادة الإليزي المراكشية) الذي يتجاوز طوله ثلاثة كيلومترات، تتقاطع الشوارع هذه في مفترقات طرق تزيدها النافورات بهاء، خاصة وأن اكتظاظ السيارات لم يشوهها بعد· كم سيدوم هذا الوضع السعيد؟ إنها قصة أخرى، إذ نلاحظ، منذ الآن، ورشا أو ورشين ببناء جديديين يثيران التقزز حتى تحت أشعة الشمس الافريقية· لكن، وإلى يومنا هذا، مازالت ثلاثية الألوان (الأزرق/السماء، الأخضر/النخيل)، والأحمر/الأسوار) تهيمن على المشهد···

الكتبية هي برج إيفل مراكش، ويعرف كل أطفال شوارع المدينة أن طولها يصل إلى 67 مترا، وأن قمتها تحضن ثلاثة أجراس نحاسية، وهي الأجراس التي يُحكى أنها كانت من ذهب في زمن سابق· ورغم صيتها الذائع، فصومعة الكتبية لا تترك أثرا عميقا لدى المتفرج عليها·nuit_chateau_architecture_remparts_boulevard_ لقد شيدت من طرف عبيد مسيحيين إبان حكم الموحدين الذين خلفوا المرابطين، على أنقاض قصر كبير بناه هؤلاء···
كان أحمد معاصرا للملكة إليزابيث، وقد فتح السودان وجلب منه كميات هائلة من الذهب وأعدادا كبيرة من العبيد، ليوظف غنائمه في تشييد قصر البديع· وحدها الأسوار تظل قائمة اليوم، شاهدة على فساحة القصر، وهي تشكل ما يشبه متاهة وردية تحيط بساحة داخلية، بحجم ساحة الأسلحة، كان مئات الفرسان يقدمون بها ألعاب الفروسية، دُمِّر البديع، بمفردها الأضرحة الملكية للسعديين تُذكر بها حاليا···
رسميا، ظلت مراكش إحدى عواصم الإمبراطورية المغربية الأربعة، لكن مقر السلطة كان يوجد تارة في مكناس، وأحيانا في فاس، ومرات أخرى في الرباط···
تبخرت السلطة والمجد، لكن الطابع المحلي والتقاليد لم تتعرض للإقبار، وبالنسبة لأناس الأسواق البسطاء، فإن الحياة بطريقة لامتشنجة تبدو أزلية· حافظت مراكش على وضعها كفضاء فرجة للأطلس والصحراء· أما مركز الاحتفاءات الفرجوية، فهو ساحة شاسعة ومتربة، ذات تفرعات متشعبة ومتداخلة، ومساحة تفوق مساحة عدة ملاعب لكرة القدم: إنه جامع الفنا الشهير··· فيما مضى من الزمن، كانت رؤوس الثوار ضد السلطة المركزية والمجرمين تقطع هنا، لتعرض بعد وضعها على عصي في محيط الساحة·
أجل، جامع الفنا أكبر فضاء فرجوي يجلب السواح، في افريقيا الغربية برمتها· ورغم ذلك، فأغلبية الوافدين عليه تتكون، مثلما كان عليه الأمر زمن مخيم الرحل الأصلي، من رجال القبائل والرعاة والفلاحين والحرفيين، القادمين من صحاري وجبال الداخل·
إنهم يستعملون الحمير أو الدراجات أو الحافلات للحلول بالساحة، ملتفين بملابسهم التقليدية، ليعرضوا سلعهم للبيع (سلع من كل الأصناف: بلح أو زرابي أو إبل···) ويتمتعون بالفرجة وبعرس جامع الفنا الذي لاينتهي· هم يأتون ذلك بشكل هادئ وحالم، يتحلقون حول حاكي أو مروض ثعابين، حول كاتب عمومي أو منجم، حول ممثل أو موسيقي، ثم يتركونه في اتجاه فرجة مغايرة· ثمة دائما حلقة مقربة من الفنان، تتكون أساسا من أطفال وعجزة يجلسون القرفصاء، وبعدها حلقة خارجية لايمكث بها المتفرجون كثيرا، لكنها صامتة مثل الأولى، ولا مجال فيها للازدحام···

إذا كانت ساحة جامع الفنا على شكل أخطبوط، فإن الأسواق هي أذرعها، كيلومترات من الأسواق، كيلومترات متشابكة ومتشعبة من الروائح والألوان والجلبة الصاخبة والازدحام، وسط الحمير والدراجات الهوائية والنارية والعربات المجرورة· لقد قضيت حوالي أربع سنوات في الشرق الأوسط، لكنني عجزت دائما عن فهم ما يهب الحياة للأسواق (···)·

نُشر هذا النص سنة 1971 وهو مترجم بتصرف عن أنثولوجيا المغرب في نظرة الآخر للكاتب أرثور كوستلير / ترجمة: سعيد عاهد

3 septembre 2008

متحف مراكش

....متحف مراكش يعيد الحركة الثقافية إلى المدينة العتيقة وغالبية زواره من الأجانب

الوصول إلى متحف مراكش غالباً ما يتم عبر الأزقة الملتوية التي قد تنطلق بك من ساحة جامع الفنا، مع ما يحيط بها من تحف أثرية تتجاور في المكان وتقترب إلى بعضها بعضا على صعيد الغنى الثقافي والمضمون الحضاري، أمثال قصر أكفاي ودار بلارج، ومدرسة بن يوسف على بعد خطوات. أما القبة المراكشية فتحفر أرضيتها لتربط العمق التاريخي للمدينة الحمراء بانتظار سياح حملتهم إلى المدينة القديمة مآثر أسر حاكمة تعاقبت على حكم المغرب فشيدت الصوامع والقصور والمارستانات، وامتدت في الجغرافيات المحيطة بها انتصارات 25820071128148عسكرية وبنايات انتهت شاهداً على عظمة ماض زاهر.

ويعود تاريخ قصر المنبهي، الذي صار يحمل اليوم اسم «متحف مراكش»، إلى القرن التاسع عشر، وكان شيده المهدي المنبهي، وزير الدفاع على عهد السلطان مولاي عبد العزيز (1894 – 1908). وكان المنبهي قد عمل بداية من عام 1901 سفيراً للمغرب لدى كل من ألمانيا وإنجلترا، قبل أن يقود في عام 1903، عبر محاولات متكررة، حملات المخزن (الحكم) ضد الثائر «بوحمارة»، لكن فشله في مهمته أفقده مكانته وحظوته لدى السلطان، وحين سيغادر مراكش في اتجاه طنجة، التي مات بها عام 1941، سيتحول القصر إلى ملكية صهره التهامي الكلاوي باشا مراكش الشهير. وبعد استقلال المغرب، عام 1956، سيتحول القصر إلى ملكية الدولة المغربية، حيث سيحتضن أول مدرسة للبنات بمدينة مراكش.

لكن القصر، نظراً لعدم الاعتناء به، سيفقد توهجه، لتغلق أبوابه سنوات طويلة، حتى جاءت لحظة تحويله إلى متحف.

وتميز قصر المنبهي بأنه شيد على نمط البنايات الحضرية المغربية على مساحة 2000 متر مربع، وكانت تنتظم غرفه الأربع حول صحن مكشوف، فضلاً عن أنه كان يضم حماماً تقليدياً ودويرية وإسطبلاً.

وكان الفناء الرئيسي للقصر، في الأصل، فضاءً مفتوحاً يضم أشجاراً مثمرة تنتظم حولها غرفه الأربع، بينها غرفتان متقابلتان، فيما كانت الأشكال المتنوعة من زليج وجبص وخشب تعكس أصالة وفتنة الفن المعماري المغربي الخالص، وهي أشكال صارت اليوم، تجذب انتباه الزوار، حيث تنسيهم لساعات ضجيج سيارات شارع جليز وصخب ساحة جامع الفنا.

ومع تحويل القصر إلى متحف، تمت تغطية الصحن المكشوف وزين بثريا كبيرة يبلغ وزنها 1200 كيلوغرام.

ويعود فضل تحويل قصر المنبهي إلى متحف مراكش إلى عمر بن جلون، صاحب مؤسسة بن جلون، الذي كان محباً لجمع التحف النادرة من مخطوطات وكتب وحلي ومسكوكات ولوحات فنية وغيرها.

وعمل بن جلون، في عام 1996، باتفاق مع وزارة الثقافة، على ترميم قصر المنبهي وتحويله إلى متحف أعطاه اسم مراكش، أعاد من خلاله كثيراً من الحركة الفنية والثقافية إلى قلب المدينة العتيقة.

ولم يكتف بن جلون بترميم قصر المنبهي وتحويله إلى متحف، بل وقع مع وزارة الثقافة، في عام 1999، اتفاقية تم بموجبها ترميم «القبة المرابطية»، التي تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ومدرسة بن يوسف، التي تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي.

وإذا كان الحمام التقليدي يؤرخ لجزء من أسرار البيوت والقصور والمساكن المغربية في ما سبق من تاريخ البلد، فإن الدويرية تتميز بأنها كانت تضم مطابخ القصر. ويقوم المتحف في شكله وهندسته على بهو ومقهى ومكتبة تنفتح على باب تتصدره لوحة رخامية تؤرخ لتاريخ افتتاح المتحف، مع صورة تفصح عن ما بالداخل من روعة وجمال ونقوش وألوان.

ومع أولى خطواته، عند مدخل المتحف مباشرة، تواجه الزائر عبارة باللغة الفرنسية تقول: «الثقافة، الموسيقى... كلها أشياء تمدنا بشيء من السعادة، تماماً كما قال فولتير: قررتُ أن أكون سعيداً لأن ذلك شيء جيد بالنسبة لصحتنا الجسدية والنفسية». وبعد أن يجد الزائر نفسه مأخوذاً بما يؤرخ للفروسية العربية، من خلال بندقية تقليدية وسرج تقليدي بخيوط ذهبية وفضية يعود تاريخهما إلى نهاية القرن التاسع عشر، سيكون عليه أن يتهيأ لساعات من التيه بين تفاصيل معروضات المتحف وروعة المكان. وحتى يأخذ الزائر فرصته كاملة في الجمع بين بهاء المشاهدة ومضمون ما يُعرض تقترح عليه جدادات تعريفية خاصة، يتعرف من خلالها على تاريخ وشكل كل لون فني معروض. والواقع أن متحف مراكش، قبل أن يكون فضاء لعرض التحف، هو في الأصل وواقع الحال، معرض مستقل في حد ذاته، حيث نجول مع زخرفة وألوان تنقلنا لثقافة تعرف بالصانع التقليدي والفن المغربي، ويمكن القول إنه لوحة رسمت حيطاناً وجبساً وخشباً خلال القرن التاسع عشر.

وقال أحد المسؤولين عن متحف مراكش، إن الغالبية العظمى من زوار المتحف هم أجانب، مشيراً إلى أن «نسبة المغاربة الذين يزورون المتحف لا يتعدون واحداً في المائة، أما العرب فإن نسبتهم لا تتعدى واحداً في الألف، معظمهم جزائريون أو تونسيون». والمفارقة، كما يقول الحسناوي إن «المغاربة المقيمون في الخارج، الذين يزورون المتحف، يقومون بذلك باقتراح من الأجانب، سكان بلاد المهجر، ممن سبق لهم أن زاروا المغرب، والذين غالباً ما يتحولون إلى مُعرفين بالثقافة المغربية للمغاربة المقيمين بالخارج، ممن بالكاد يستطيعون الإلمام ببعض من ذاكرة بلدهم التاريخية».

Publicité
1 2 > >>
Publicité